"اليمين" يعرقل إدانة البرلمان الإسباني لمحاولة تفجير مركز لإيواء القاصرين المغاربة
عجز مجلس النواب الإسباني، اليوم الخميس، عن الخروج بإدانة برلمانية لمحاولة تفجير مركز لإيواء المهاجرين غير النظاميين القاصرين بالعاصمة مدريد المحتضن لعدد كبير من الأطفال المغاربة، وذلك بعدما عارض الخطوة كل من الحزب الشعبي اليميني وحزب "فوكس" الممثل لأقصى اليمين، ما دفع أحزابا يسارية إلى اتهام هذين الحزبين بمساندة خطاب الكراهية.
وتسبب الحزبان اللذان يملكان تواليا ثاني وثالث أكبر كتلة برلمانية في عرقلة مشروع الإدانة، الذي دعمه الحزب العمالي الاشتراكي صاحب أكبر مجموعة برلمانية، كما حظي بدعم كبير من حزب "بوديموس" اليساري الراديكالي وعدة أحزاب يسارية أخرى، لكن الأمر كان يتطلب إجماعا من كل الفرق البرلمانية خلال الجلسة العامة.
وفتح هذا الرفض باب الانتقادات العنيفة في وجه الحزبين اليمينيين، وخاصة من طرف حزب "بوديموس" الذي تساءلت المتحدثة باسم فريقه البرلماني، إيزابيل سيرا سانشيز، عما إذا كان الحزب الشعبي و"فوكس" سيتخذان القرار نفسه إذا كانت محاولة التفجير قد استهدفت ساحة "بويرتا ديل سول" الشهيرة وسط مدريد وليس مركزا للأطفال الفقراء، داعية وسائل الإعلام إلى إسماع صوت نزلاء المركز.
أما حزب "ماس إسبانيا" اليساري المنشق عن "حزب بوديموس"، فاعتبر المتحدث باسمه، بابلو غوميز بيربينيا، أن ما قام به الحزبان اليمينيان الرئيسيان في البرلمان يمثل "رفضا لإدانة هجوم إرهابي"، مشيرا إلى أنهم بذلك "يرفضون أيضا دعم حقوق الأطفال"، موجها سهام النقد الحاد لحزب "فوكس" الذي اعتبر أنه يؤسس لأرضية خصبة لكراهية القاصرين الأجانب.
ودافع المتحدث باسم الحزب الشعبي، ألفونسو سيرانو، عن موقف كتلته البرلمانية بالقول إنه عارض "الوقوع في أحكام القيمة قبل الكشف عن الحقائق"، محيلا إلى دعوة الشرطة إلى "الحكمة"، بل إنه مضى أبعد من ذلك حين اتهم وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، الذي أدان الهجوم أمس الأربعاء، بـ"محاولة إشعال النقاش عبر تحميل بعض الأحزاب المسؤولية السياسية".
وعلى المنوال ذاته نسجت روسيو موناستيريو، المتحدثة باسم "فوكس"، التي انتقدت تحميل وزير الداخلية ومسؤولي مجموعة من الأحزاب السياسية، المسؤولية فيما جرى لخطاب حزبها، موردة أن مثل هذه الأمور تتطلب "الحكمة والصبر حتى تتوفر البيانات الكاملة للحكم على ما حدث"، وأضافت أن ما قام به وزير الداخلية والأحزاب اليسارية هو "رفع صوت المركز مقابل إخفاء صوت المواطنين"، في إشارة إلى سكان الحي الذي يوجد به.
وكان الحزب العمالي الاشتراكي، الذي يُجري حاليا محادثات لتشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة، قد عبر عن أسفه لإجهاض المبادرة البرلمانية، معتبرا أن الأمر كان يسعى لما هو أكثر من إدانة الهجوم، إذ قال المتحدث باسم فريقه "أنخيل غابيلوندو" إن هذه الخطوة كانت تريد إظهار التضامن مع الأطفال وعمال المركز الذين استهدفوا بمحاولة التفجير.
وكانت الشرطة الإسبانية قد أعلنت أمس الأربعاء عن العثور على قنبلة يدوية الصنع شبيهة بتلك المستخدمة في تدريبات الجيش الإسباني، وسط حقيبة رُميت إلى داخل مركز للمهاجرين غير النظاميين القاصرين بمنطقة "هورتاليثا"، والذي يحمل أغلبية نزلائه الجنسية المغربية، وجاء هذا الهجوم في غمرة دعوة حزب "فوكس" وجمعية يمينية متطرفة مناهضة للمهاجرين تدعى "هوغار" لإبعاد المركز إلى خارج العاصمة.